يأتي يوم الجمعة كنفحة من الجنة، يحمل معه بركة وسكينة لا تُشبه سواها من الأيام هو يومٌ اجتمعت فيه الفضائل، وتجلّت فيه الرحمة الإلهية، وكأنّه موعد متجدد بين العبد وربّه وما أجمل أن نعبّر عن روح هذا اليوم المبارك من خلال صور يوم الجمعة التي تحمل بين تفاصيلها نورًا وذكرى وطمأنينة، تنسدل ستائر المساء بهدوء، وتبدأ أنفاس الكون تهدأ شيئًا فشيئًا، ليحلّ علينا ضيفٌ عزيز لا يُشبه غيره ليلة الجمعة المباركة ليست كبقية الليالي، ففيها من البركة ما يجعلها مميزة، ومن الفضل ما يجعل القلوب تتشوّق لها كل أسبوع.
صور عن يوم الجمعه:
في هذه الليلة، تفتح أبواب السماء، ويُستحب فيها الدعاء، ويزداد فيها الذكر، وكأنها دعوة إلهية للعروج بأرواحنا من صخب الدنيا إلى سكينة الإيمان، ما بين غروب شمس يوم الخميس وفجر يوم الجمعة، تمتدّ ساعات ذهبية اختارها الله لتكون مجالًا للرحمة والمغفرة من أبرز فضائل هذه الليلة، أنها بداية أعظم يوم في الأسبوع، يوم الجمعة، الذي جعله الله عيدًا أسبوعيًا للمسلمين، قراءة سورة الكهف، التي تنير ما بين الجمعتين، وتغمر القلب بمعاني الصبر والثبات والإيمان، الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، فهي من أحب الأعمال في هذه الليلة، وتعود على صاحبها ببركات لا تُعدّ ولا تُحصى، ساعة استجابة للدعاء، هي أرجى ما تكون بعد غروب شمس الخميس وحتى مغرب الجمعة، فلا يُرد فيها دعاء بإذن الله.
صباح الخير مع الدعاء.
يوم الجمعة ليست فقط عبادة، بل هي محطة روحية نحتاجها، وسط زخم الحياة وتسارع الأيام هي تذكير أسبوعي بأن لنا ربًا رحيمًا ينتظر عودتنا، وبأن للقلوب موعدًا مع السكون، ومع القرآن، ومع الدعاء الصادق، إنها ليلة تجديد العهد، ورفع الكفوف للسماء، وبثّ الشكوى إلى الله، ومناجاة من لا يغلق بابه أبدًا فيها تتبدل الأحزان طمأنينة، وتتفتّح نوافذ الأمل لمن أُرهقت أرواحهم من عناء الأيام، ليست ليلة الجمعة مجرد وقت يمر، بل فرصة تتكرّر كل أسبوع لنغسل بها أرواحنا، ونجدّد إيماننا، ونعود إلى الله بقلوب أرقى فاجعلها موعدًا بينك وبين السماء، لا تُفوّت بركتها، ولا تستهِن بفضلها، عندما نشارك صور يوم الجمعة عبر فيسبوك أو واتساب أو إنستغرام، فإننا لا نُرسل صورة فقط، بل نزرع بذرة ذكر، نوقظ قلبًا غافلًا، ونجدد النية مع كل صباح جمعة.
